كتاب "تعلومهم": نظرة في تعليم الدول العشر الاوائل في العالم في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي‎

 

تحية طيبة لكم زوار موقع نجاحي

www.najaahy.com

كتاب "تعلومُهُم": نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل في العالم

    في إطار استمداد الكتب المفيدة والماتعة في مجال التربية والتعليم، اختار لكم موقع نجاحي كتاب "تعلومُهُم" نظرا لفكرته وأهمية موضوعه.

    لقد استوقفت مؤلِّف الكتاب لمحاتٌ وأفكارٌ وتطبيقات تعليمية وتربوية ولفتت انتباهه في تجارب الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم الابتدائي فسجلها واقتسمها مع المتلقي العربي: لتكون -كما يقول- نموذجا يحتذى به ربما في تطبيق ما أو في فكرة يمكن تكييفها مع ثقافتنا العربية الإسلامية؛ سواء في استلهام التجربة كاملة؛ لأنه كما يقول: لا توجد تجربة تعليمية جاهزة "وصفة سحرية أو صحية" قابلة للاستنساخ بكامل مقاومتها.

    إن التجارب التعليمية الرائدة والناجحة -كما يقول صاحب الكتاب في المقدمة- إنما تستند إلى كم هائل من التراكم الحضاري والفكري والثقافي للدول، وتُسهم في بنائها ونمائها كثيرٌ من العوامل والظروف والبيئات الحاضنة التي ترعاها وتحيط بها.

 وذلك لأنه ما كان ناجحا في بيئة أو زمن ما قد لا يكون ناجحا في بيئة أو زمن آخر، وإن تشابهت الظروف أو تقارب الزمان أو المكان؛ لأن كل تجربة لها خصوصيتها ومقوماتها الذاتية، التي تسهم في تشكيلها وبلورتها ومن ثم نجاحها.

    إن من يعتقد أن دراسة أي تجربة تعليمية أو تربوية ما بغية تطبيقها الحرفي أو استنساخها إنما هو ضرب من العبث التنظيري والخطأ الفكري والمنهجي، فالتجارب التعليمية والتربوية تدرس بهدف تحفيز التساؤل وإثارة الانتباه وجمع شتات الخبرات من أجل توليد جذوة الانطلاقة الذاتية بما يتواءم مع موروثنا القيمي والحضاري والثقافي ويتناسب معه...لكل هذه المسوغات ارتى المؤلف أن يصدر هذا الكتاب.

    لذلك اختار موقع نجاحي هذه الكتاب لأهميته وقوة عرضه أفكاره وقناعاته لاقتسامه مع القراء من أجل الاطلاع على مختلف التجارب الرائدة في مجال التربية والتعليم في مرحلته الأساسية أو الابتدائية لتكوين فكرة وإضافة من المعلومات ما يفيد.

عن المؤلِّف

 

هو عزام بن محمد الدخيل، ولد في 31  دجنبر 1959 بمكة المكرمة، بالمملكة العربية السعودية. تقلد منصب وزارة التربية وشغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق إلى غاية 2017م.

تقلد وزارة التعليم سابقا في المملكة العربية السعودية، لقد عين في 9 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 29 يناير 2015م. يعُد عزام بن محمد الدخيل أول وزير لوزارة التعليم بعد صدور أمر ملكي بجمع كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة باسم وزارة التعليم ثم في 11 ديسمبر 2015 صدر قرار ملكي يقضي بإعفائه من منصبه بناءً على طلبه وشغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق  حتى استقال منها في 29 يناير 2017م.

        ثم عمل رئيساً تنفيذياً لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية المعروف ب: مسك الخيرية، وكان عضوا منتدبا ورئيسا تنفيذيا للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وغيرها من التجارب.

أهمية المؤلَّف:

    تتجلى أهمية الكتاب في كونه مرجعا في بابه بوصفه مصنفا غنيا بالملومات المهمة في ميدان التربية والتعليم، وخاصة أنه ركز على اختيار التجارب العالمية الأكثر تقدما ورسوخا في الرقي التعليمي.

    ثم ركز على مرحلة مهمة وأساسية في التعليم عموما من دون الغشارة إلى التعليم العالي بل الأمر اقتصر على المرحة الابتدائية والإعدادية ثم التأهيلية، لانها مراحل جد مؤثرة في تنمية الحياة المدرسية التي تنعكس على التنمية المستدامة بشكل عام.

   لان نظام التعليم حول تطور العالم باستمرار، وقد تم تبني مجموعة من التجارب والأساليب التعليمية الناجحة في مختلف البلدان. وّا ذكرنا بعض الأمثلة على التجارب العالمية الأكثر تقدما ورسوخا في مجال التعليم نذكر:

 

نموذج فنلندا للتعليم: يُعتبر نموذج التعليم في فنلندا واحدًا من أفضل النماذج عالمياً. يتميز بتوجيه الاهتمام نحو تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداع، وتحفيز التعلم النشط والتعاوني، وتقديم فرص للتعلم على أساس الاهتمامات الشخصية للطلاب.

 

نظام التعليم في سنغافورة: يشتهر بأداء طلابه الممتاز في اختبارات PISA الدولية. يرتكز نظام التعليم في سنغافورة على تقديم مناهج متكاملة ومتطورة، وتدريب المعلمين بشكل مكثف، وتحفيز التعلم عبر التفكير النقدي وحل المشكلات.

 

نموذج نيوزيلندا للتعليم: يعتبر نموذج التعليم في نيوزيلندا مبتكرًا، حيث يعزز من مشاركة الطلاب في صنع القرار ويشجع على التعلم القائم على التجربة والاكتشاف.

 

نظام التعليم في كندا: تمتاز النهج التعليمي في كندا بالتركيز على تطوير مهارات الحياة والتفكير النقدي، ويعزز التعليم الشامل والتعلم العميق.

 

نظام التعليم في هولندا: يشجع على الاستقلالية والتفكير النقدي، ويتميز بالتخصص المبكر والتركيز على الاختبارات القائمة على الأداء.

 

نموذج سويسرا للتعليم المهني: يُعتبر نموذج التعليم المهني في سويسرا ناجحًا في توفير فرص التعليم والتدريب العملي المناسبة للطلاب.

 

النظام التعليمي في ساوث كوريا: يتميز بالتوجيه نحو التعليم الصارم والاهتمام بالنتائج الأكاديمية الممتازة.

 

نظام التعليم في نورواي: يعزز من تفكير الطلاب بشكل نقدي ويشجع على التعلم المستدام والابتكار.

 

هذه مجرد أمثلة قليلة من التجارب التعليمية المتقدمة والناجحة حول العالم. تعتمد نجاح أي نظام تعليمي على العديد من العوامل بما في ذلك التمويل، والتدريب المعلمي، والمناهج، والدعم المجتمعي، واحتياجات الطلاب.

   بالعودة إلى الكتاب موضوع المقال، تظهر أهمية الكتاب كذلك في كونه يقدم نماذج رائدة في مجال التربية والتكوين، وهو تقديم ليس من أجل الاستعراض وإنما من أجل الاقتداء واستلهام الأفكار والتجارب بغرض الاستفادة منها واستمداد ما يوافق الخصوصية العربية الإسلامية بغية تحقيق النهضة التعليمية المنشودة في العالم العربي عموما.

    فيما يأتي نقدم لكم مقدمة الكتاب في طبعته الرابعة وفهرسه.

فهرس الكتاب

مقدمة الكتاب

        الحمد  للهِ رب العالمين، والصلاة ُ والسلام على َخاتم ِ النبيين، سيدنا محمد وعلى آله ِ وصحبه أجمعين، وبعد:

    على مدى سنوات احتلت التربيةِ والتعليم الحيز الأكبر من فكري واهتماماتي ومطالعات، فكتبت عن التعليم الكثير في مدوناتي، ولاســيما عن التعليم في دول العالم المتقدم، وإصلاحاته ومبادراته وتطبيقاته الناجحة؛ لمعرفتي بأهمية التعليم في تطور تلك البلاد وتقدمها وتحضرها..وقــد طلب مني بعض الأصدقــاء أن أجمع ما كتبته عن التعليم مــن أفكار ومعلومات وفوائــد نثرتها على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر موقعي الشــخصي ومدوناتي؛ لتكون مرجعا ً مجموعا في كتاب، يســهل على الراغبين والمهتمين الوصول إليه، والاستفادة منه، فيعم خيره، وتنتشر فائدته.

    لا ســيما لدى القراء الأعزاء الذين عزفوا عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، أو الذين ما زال الكتاب مصدرهم الأول، وربما الأوحد لتلقي المعرفة. 

    ونزولا عند هذه الرغبــة أقدم للقراء الأعزاء َ كتابي «تعلومهــم» عن ملامح التعليم في الــدول العشر الأوائل في العالم في مجال التعليم، وذلك عبر تعليمهم الأســاسي، بعد أن قمت بتنقيح مــا كتبته في صفحات التواصــل الاجتماعي.

     وأضفت إليه ما اســتجد من معلومات وإحصائيات ومقالات ترجمتها؛ لتغني الموضوع، ومن ثم يكون مناسبا للنشر في كتاب. وليس مقصدي في هذا الكتاب اســتقصاء جميع تجارب دول العالم المتقدم في مجال التربية والتعليم، فعالم التربية والتعليم عالمٌ متجدد متطور في كل يوم في أفكاره وتجاربه وممارساته. ولم يكن قصدي أيضا اســتقصاء تفاصيل التجربة التربوية والتعليمية كاملة في هذا البلد أو ذاك، وإنما هي لمحــات تعليمية وتربوية وأفكار وصور وتطبيقات اســتوقفتني.

 ولفتت انتباهي في تجــارب الدولالمتقدمة في مجال التربية والتعليم فدونتها؛ لتكون مثالاً يحتذى؛ ربما في فكرة ما، أو ممارسة يمكننا استنباتها، وتطبيقها بما يتوافق مع قيمنا وثقافتنا؛ إذ إنه لا توجد تجربة تعليمية جاهزة ُ «تعد ً وصفة سحرية أو صحية» قابلة للاستنساخ بكامل مقوماتها.

     فالتجارب التعليمية 14تعلومهم الناجحة إنما تســتند إلى كم هائل من التراكم الحضاري والفكري والثقافي للدول، وتسهم في بنائهــا كثير من العوامل والظــروف والبيئات الحاضنة، التي ترعاها، وتحيط بها، وتســهم في نمائها.

    فما كان ناجحا في بيئة أو زمن ما قد لا يكون ناجحا في زمن أو بيئة أخرى، وإن تشابهت الظروف أو تقارب الزمان أو المكان؛ نظرا لخصوصية التجربة، وخصوصية عناصرها الثقافية والتاريخيــة والحضارية والاجتماعية والتربوية التي أســهمت في تشــكيلها وبلورتها، ومن ثم نجاحها.

    إن دراســة أي تجربة تنموية بغية تطبيقها الحرفي أو استنساخها إنما هو ٌ ضرب من العبث التنظــيري، والخطأ الفكري والمنهجي. إنما تدرس التجــارب التربوية والتعليمية بهدف تحفيز التســاؤل، وإثارة الانتبــاه؛ لتوليد جذوة الانطلاقــة الذاتية، بما يتواءم مــع 

موروثنا القيمي والحضاري والثقافي، ويتناسب معه. فالمقصود إذن هو أن نســتلهم روح التجارب التربوية والتعليمية في دول العالم المتقدم، وأن نستفيد من ملامحها وأفكارها ومقوماتها وتطبيقاتها الناجحة؛ للخلاص من روح التخلف والجهل، الذي يأخذنا بعيدا عن ركب الحضارة والتقدم..

    إن من أهم ما يميز التجربة اليابانية ً مثلا في مجال التعليم هو عدم شــعورهم بالاستعلاء تجــاه ثقافة غيرهم الذين هم في حاجة إليها، فاســتفادوا من أنظمة التعليــم في العالم المتقدم،وطع موها بنكهة ٍ ثقافية من قيم الانضباط المتأصل والقائم لديهم، حتى فاقوا تلك الدول التي استفادوا منها! فجاؤوا رابعا على مســتوى التعليم في العالم بحسب تقرير بيرسون عن الدول الأعلى في العالم في المهارات المعرفية والتحصيل العلمي لعام، 2012

 الذي أخذ في الحســبان العوامل الرئيســة المؤثرة في العملية التربوية والتعليمية كمعدل الإنفاق على الطالب، والناتج الإجمالي المحلي، ومعدلات التخرج وغيرها.. الذي نتخذه ً دليلا في ترتيب الدول العشر الأولى في مجال التعليم على مستوى العالم، التي ستكون محور حديثنا في هذا الكتاب.

    جــرى التركيز في كتابنا هذا على التعليم الأســاسي فقط في تلك الدول، ويشــمل ذلك المرحلة التمهيدية والابتدائية والإعدادية والثانوية، ولم أتطرق فيه إلى التعليم العالي إلا عرضا؛ إذ يحتاج التعليم العالي وحده إلى دراسة خاصة موسعة؛ لما فيه من تنوع وتفرع وتوسع، ولكون التعليم ما قبل الجامعي هو الذي يشــغل الحيز الأكبر من الاهتمام والمتابعة؛ ففيه تكمن التربية، وفيه يكمن التعليم، ومنه تكون الانطلاقة، فهو الذي يؤسس لما بعده إيجابا ً وسلبا.

    وقــد حاولــت أن تكون مراجعي التــي عدت إليهــا ً ومصادري متاحة على الشــبكة العنكبوتية؛ لتكون في متناول الجميع، لمن أراد التوسع أو الاستزادة في البحث والاطلاع.

    ختاما أرجو أن أكون قد وفقت في إثارة الفضول المحفز لدى كل مهتم بالتربية والتعليم على الابتكار والإنجاز والإبداع، في مجال أعتقد أنه الأهم في صناعة الحضارة والنهضة.

عزام

الرياض  2014/1/1م

 تحميل الكتاب ومعاينته

    إذا أعجبك الموضوع واستفدت نرجو منك اقتسام الموضوع ومشاركته مع الأصدقاء والمعارف لتعم الفائدة في مواقع التواصل الاجتماعي أسفله

👇