درسا المبني للمجهول والمطاوعة لمتعلمي المستوى السادس والثانوي الإعدادي والتأهيلي
أولا: درس المبني للمجهول
البناء لغير الفاعل: تحليل معجمي
يبدو من المسلم به عند كثير من النحويين و اللسانين العرب أن بناء الفعل للمجهول يقتضي " ...عمل ثلاثة أشياء : حذف الفاعل وإقامة المفعول مقامه وتغيير الفعل إلى صيغة فُعِلَ .
المفعول الذي لم يتعد إليه فعل فاعل أو مفعول مالم يسم فاعله أو المفعول الذي لم يسم من فعل به وقالوا عن الفعل المبني للمفعول ، وفعل مالم يسم فاعله .والفعل الذي لا يذكر فاعله أو بحذف فاعله أو بحذف فاعله ، أو الفعل الذي يرد من الفعل إلى فعل أو ينقل أو يغير ...
وقالوا عن الفاعل إنه يزول أو يزال أو يستغنى عن ذكره .
الخصائص الصرفية
• ليس للعربية صيغة خاصة بالفعل المبني لغير الفاعل .فصيغة "فُعِلَ" تستعمل في تركيب غير التراكيب المبنية لغير الفاعل كالتركيب المبنية للمبهم والتراكيب الوسطية , وبين البناء للمجهول والبناء للمعلوم وتراكيب أخرى تأتي منها "فُعِلَ" دون أن تأتي "فَعَلَ" فمن الأفعال التي تأخذ من الأسماء بهذه الدلالة على الأمراض "كُبِدَ" أي أصيب بالكبد و "رئس" أصيب في رأسه ،"قلب" أصيب في القلب ، "جنب" أصيب في الجنب .
• ومنه فقد اعتنى اللغويين والنحاة بهذه الصيغ وعقد ابن سيدة في مخصص بابا سماه " ما جاء من الأفعال على صيغة ما لم يسم فاعله وفي هذا الصدد يرى عباس حسن أن أكثر النحاة يرون عدم استعمالها في معانيها السالفة مبنية للمعلوم .
خصائص تركيبية و دلالية .
يتبنى جل النحاة ثلاث أطروحات في تحليلهم للبناء للمجهول وهي :
أنه بناء للمفعول .
أن المفعول يحل محل الفاعل وتجري عليه كثير من أحكامه .
أن الفاعل لا يذكر في البنية المبنية للمجهول .
وقد اعتبروا أن الأصل في هذا البناء أن يبنى الفعل فيه للمفعول به ، حتى ابن السراج سماه " المفعول الذي لم يسم من فعل به ".
أما بالنسبة لسيبويه ت 180 هـ فإنه يدل على المبني للمجهول بالطرق التالية:
بالميزان الصرفي "فُعِلَ ، يُفْعَلُ" وبعض نصوصه يشتم من ذكر الميزان الصرفي رائحة المصطلح كما في قوله : ويكون الحرف على افعاللت إذا أردت منه "فُعِلَ" قلبت الألف واو للضمة ،فواضح أنه يريد به "فُعِلَ" الظاهرة لا الصيغة ،بدليل أنه يتحدث عن صيغة مزيدة.
يستعمل مصطلح "فِعْل المفعول " كما في قوله : ويتعدى فعل المفعول فينصب وذلك قولك : كُسِيَ عبد الله الثوب ، وأُعْطِيَ عبد الله المال وانتصب الثوب والمال لأنهما مفعولان تعدى إليهما فعل مفعول هو بمنزلة الفاعل .
ويطلق مصطلح " الفعل الذي شُغِلَ المفعول كما في قوله : هذا باب ما يكون من المصادر مرفوعا فيرتفع إذا شغلت الفعل بغيره ويمثل لذلك بـ سِيرَ سَيْرٌ شَدِيد ٌ.، وضرب ضرب عنيف " ثم يقول وكذلك جميع المصادر ترتفع على أفعالها إذا لم تشغل الفعل بغيره.
أما نائب الفاعل فيعبر عنه سيبويه بـ مفعول بمنزلة الفاعل.
وعليه يستعمل بعض اللسانيين العرب مصطلح البناء لغير الفاعل وهذا نقيض البناء للفاعل.
ثانيا: درس بناء المطاوعة انفعل نموذجا
مسألة المطاوعة أو البناء للمطاوعة، مذكورة في كتب كثيرة متنوعة كتب النحو والصرف العربية، وهي مسألة صرفية بامتياز، ولهذا لم يكن النحاة والصرفيون ينظرون إلى المطاوعة إلا من خلال الصيغ الفعلية واللواصق التي تلتصق بها "ورغم هذا فإن بعض كتب الصرف والنحو لا تخلوا من إشارات تبين أن المطاوعة ظاهرة لغوية تتقاسم التحكم فيها إجراءات تركيبية واعتبارات دلالية، وهذا ما سنحاول أن نبينه من خلال هذه المحاور:
مفهوم المطاوعة:
المطاوعة مصدر على وزن (مفاعلة) من الفعل (طاوع)، قال الخليل بن أحمد (ت 175هـ): ((وطاوع له إذا انقاد، وإذا مضى في أمرك فقد أطاعك، وإذا وافقك فقد طاوعك … وتقول: أنا طوع يدك أي منقاد لك …))[1]
قال ابن السِّكِّيت (ت 244هـ) : (( وأطاع له المرتع أي: اتسع وأمكنه من الرعي، وقد يقال في هذا المعنى: طاع له، وأمره بأمر فأطاعه بالألف لا غير، وطاع له إذا انقاد. بغير ألف))[2] والمطاوعة هي الموافقة، ومنه قوله تعالى (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله) أي تابعته وشجعته وأعانته وأجابته.(2).
المطاوعة لغة هي الموافقة... وتطاوع للأمر وتطوّع به وتطوّعه: تكلف استطاعتهُ) وتأتي بمعنى الانقياد واللين والمضي للأمر وميز ابن فارس ت 395 ه بين الطاعة والمطاوعة فقال: إذا مضى لأمره فقد أطاعه إطاعة و إذا وافق غيره فقد طاوعه.
(طوع) الطاء والواو والعين أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على الإصحابِ والانقيادِ. يقال طاعَه يَطُوعه، إذا انقاد معه ومضى لأمره. وأطاعه بمعنى طاعَ له. ويقال لمن وافَقَ غيرَه: قد طاوعه[3].
عرفها السيرفيت 368 ه في شرحه لكتاب سيبويه بقوله: "ومعنى قولنا (مطاوعة) أن المفعول لم يمتنع مما رامه الفاعل"[4].
وعرفها الرضى الاستربادي في كتاب شرح كافية ابن الحاجب بقوله: " المطاوعة في اصطلاحهم التأثر وقبول أثر الفعل سواء كان التأثر متعديا علمته الفقه فتعلمه، أي قبل التعليم، فالتعليم تأثير والتعلم أثر وقبول لذلك الأثر. وهو متعد كما ترى، أو كان لازما نحو: كسرته فانكسر، أي تأثر بالكسر... وإنما قيل لمثله مطاوع لأنه قبل الأثر فكأنه طاوعه ولم يمتنع عليه فالمطاوعة في الحقيقة هو المفعول به الذي صار فاعلا نحو باعدت زيدا فتباعد المطاوع هو زيد لكنهم سموا فعله المسند إليه مطاوعا مجازا"[5].
عرفها الشريف الجرجاني ت 816 ه بأنها "حصول أثر عن تعلق الفعل المتعدي بمفعوله، نحو: كسرت الإناء فتكسّر، فيكون (تكسّر) مطاوِعًا أي موافقا لفاعل الفعل لمتعدي وهو كسرت، لكنه يقال لفعل يدل عليه مطاوَع بفتح الواو تسمية للشيء باسم متعلقه"[6].
ويعرف ابن عصفور الأشبيلي المطاوعة بقوله: "أن تريد من الشيء أمرا ما فتبلغه".
إذن المطاوعة من خلال هذه التعاريف مسألة دلالية قبل كل شيء، فهي تقتضي إمكان التأثير في عنصر وقبول هذا العنصر الأثر ولا تخفى قيمة هذا التحديد.
هذه الخاصية تبناها بعض اللسانيين العرب منهم الفاسي الفهري، إذ يقول في معجمه: "فهذه الخاصية، خاصية التأثر وقبول الأثر نتبناها ونعتبرها أساسية في تعريف المطاوعة، وتقابلها "affectecdness " في الانجليزية وعلى هذا يكون المطاوع مقابلا لما سمي في اللسانيات الحديثة بمضاد السببي "anti-causative" أو فعل الصيرورة "inchoative"؛ وهو بناء يرتبط ببناء سببي "cousative" افترض عدد من اللسانيين أنه مشتق منه بواسطة قاعدة مطاوعة". 100 المعجم العربي، نماذج تحليلية جديدة.[7]
وتفسير هذا الكلام كما يقول الفاسي: "والتحليل السائد للأفعال السببية (أفعال المطاوعة) سواء كانت مجردة أو مزيدة يعتبرها محمولات دلالية مركبة تتضمن محمول الجعل "cause" محمولا رئيسيا، إضافة إلى محمول الحدث المجعول، والموضوع فاعل الجعل. ويتم الاستغناء عن هذا المحمول والموضوع العالق به في البناء المطاوعة بواسطة قاعدة مثل (1) وهي تمثل العلاقة بين (2) و (3).
1- أ - سببي : ( جعل "س" منفد ( يصير ( محمول (ص)).
ب- مطاوع : (يصير (محمول (ص)).
2- كسر الرجل الزجاج. كسر: {جعل س (يتكسر ص)}.
3- انكسر الزجاج. انكسر: (يصير (محمول (ص))[8].
توظيف أفعال المطاوعة
استعمال مصطلح أفعال المطاوعة أو مصطلح مطاوعة الأفعال المقصود منه "هو مطاوعة العناصر الأساسية في الجملة القابلة لذلك، وهذا يدل على أن المطاوعة تتطلب وجود بناء تجري فيه عمليات المطاوعة".
1) أ - كسر زيدٌ الزجاجَ<-كسر: _ / س.
نلاحظ أن الزجاج وهو العنصر اللغوي الواقع في موقع المفعول به يقبل أن يتأثر بالكسر وهذا يسمح لنا باشتقاق بناء المطاوعة كما في:
ب = انكسرَ الزجاجُ.
إن أول ما يثير الانتباه هو أن تحقيق هذا البناء تطلب توفر شرط دلالي أساسي يتمثل في قبول المفعول به أن يتأثر، ويفسر هذه المسألة المثال المضاد له الآتي:
2) أ – ضَرَب زيدٌ عليًّا.
لا يمكن أن يخضع المفعول به في هذه الجملة للمطاوعة لأنه لا يقبل التأثر فلا يمكن أن يقال:
ب – انضَرَب زيد.
إن ما يستنتج من مثل هذه الأمثلة وغيرها أن الرائز الأساس " الذي يساعدنا على التميز بين بناء المطاوعة والبناء العادي هو أن نخضع المفعول للتجريب، فإذا قبل أن يتأثر بالفعل تحقق بناء المطاوعة وإذا لم يقبل ذلك لم يتحقق ذلك البناء"[9].
وقد يعتمد في تحديد بناء المطاوعة على ملاحظة الصيغة الفعلية وحدها. ولكن الواقع اللغوي يشهد أن الاعتماد على هذه الملاحظة وحدها غير مجد من الحالات فصيغة ( افتعل)، مثلا ليست دائما صيغة مطاوعة ذلك ما يوضحه المثالين:
v انتهز زيد الفرصة.
v انتزع زيد حقه.
وقد لاحظ ذلك بعض النحاة ( مثال الاستربادي).
يعد سيبويه واحد من السباقين الى جمع صيغ المطاوعة، ولكن عمله كان ذا طبيعة صرفية معجمية، إذ يقول في هذا المجال: "هذا باب ما طاوع الذي فعله على: (فَعل)، وهو يكون على (انفعل) و (افتعل) وذلك قولك: كسرته فانكسر، (..) وشويته فانشوى، وغممته فاغتم وانغمَّ عربية، ونظير ذلك: ( فعلته فانفعل وافتعل ): (أفعلته ففَعَلَ)، نحو: ( أدخلته فدَخَل)"، ويقول في نفس السياق وربما استغنى عن انفعل في هذا الباب فلم يستعمل وذلك قولهم: طردته فذهب ولا يقولون فانطرد ولا فاطَّرَد، يعني أنهم استغنوا عن لفظ بلفظ غيره إذا كان في معناه ... ويقول أيضا:ونظير هذا:(فعَّلتُه فتفَعَّل)، نحو: كسَّرْتُه فتكسَّر (.) و(فاعلته فتفاعل) وذلك نحو ناولته فتناول..." .
استنتاجات
إن المتمعن في هذه الإشارات يخرج منها باستنتاجات:
أن سيبويه عرض أهم أفعال المطاوعة، وأشار إلى أن المطاوعة لا تتحقق دائما بواسطة لواصق المطاوعة، ويدل على ذلك أنه اقترح أن تتم المطاوعة في الجملة التي يترأسها الفعل (طرد) بواسطة فعل آخر (ذهب) وهذا عمل معجمي.
يقول عبد العزيز العماري: " إن إشارات سيبويه تخفي وراءها أفكارا تكشف عن طبيعة المطاوعة الدلالية: فهو عندما يربط في سياق واحد بين الصيغة الفعلية العادية والصيغة الفعلية المستعملة في المطاوعة، فإنه في الحقيقة يؤكد على ضرورة تحكم السياق في تحديد الدلالة"ويستدل عبد العزيز العماري على أهمية هذه الملاحظة بالمثال الآتي:
v خرج زيدٌ
هذه الجملة وهي خارج السياق لا تثير أي انتباه، ولكن عندما تذكر مع هذه الجملة في سياق واحد:
v أخرجتزيداً
وتنطقان مجتمعتين في سياق واحد ويكون الناتج هو:
v أخرجتُزيداً فخرجَ
فإنه يتبين لنا أن الحكم على الفعل:(خرج) بأنه فعل مطاوعة أو غير ذلك يقتضي وجوده في سياق محدد.
تبقى صيغة المطاوعة رغم ذلك مساعدا فهي تلعب دور العلامة، ويبين الإحصاء أن صيغة (انفعل) دائمة الدلالة على أن البناء الذي تَرْأَسُهُ بناء مطاوعة أو تكاد دائمةالدلالة على ذلك، وقد عزز الصر فيون ضبط بعض صيغ المطاوعة بضوابط صوتية،مثل الأستربادي فهو يرى: أنهيكثر إغناء: (افتعل) عن: (انفعل) في مطاوعة ما فاؤه لام أو راء أو واو أو نون أو ميم، نحو: (لأمت الجرح فالتأم)، ولا تقول: (انلأم) وكذا: ( رميته فارتمى) ولا تقول: (نرمي)، و (وصلته فاتصل)، ولا (انوصل)، و: ( نفيته فانتفى)، لا: (انفى)، وجاء: (امتحى ) و(انمحى)، وذلك لأن هذه الحروف مما تدغم الساكنة فيها، ونون:(انفعل) علامة المطاوعة فكره طمسها.. " الأستربادي شرح الشافية ج 1 ص 109-108.
نستنتج من خلال هذا النص:
أن سيبويه اهتم بضبط أكثر صيغ المطاوعة استعمالا كشف عن الأهمية الصرفية التي خولها الصر فيون لظاهرة المطاوعة
كسر انكسر انفعل
صرف نصرف انفعل
فتح انفتح انفعل
شرح انشرح انفعل
نقذ انتقد افتعل
رجف ارتجف افتعل
حرق احترق افتعل
قرب اقترب افتعل
يقول محمد الطنطاوي في ظاهرة الاشتقاق في اللغة العربية1986: "وأما وزن (انفعل) فالراجح أنه نشأ أولا كقالب لغوي عن اندماج ضمير المتكلم المفرد:(أنا) مع الجذر، ومعلوم أن (انفعل) للمطاوعة كما ذكرت آنفا، فإنه عندما يريد المتكلم أن يقول لنا أن الخديعة وقعت عليه كأن يقول: (أنا + خدع)، و: (أنا+ هزم) أي انخدع وانهزم، وعندما يصبح عند الجماعة اللغوية قياس جديد فإنه يصبح بالإمكان أن تصب الجماعة في قالبه، والقياس من المبادئ التي تنمي اللغة وتوسعها، فيقولون:"انكسر الزجاج" و "انفتح الباب"" ص: 206.
لقد لاحظ الفاسي الفهري أن المطاوعة تتحقق من الناحية الصرفية بثلاث وسائل أساسية:
1- تأتي الصيغة المطاوعة عن جنس الفعل الثلاثي المتعدي ثلاثية أيضا بدون زيادة أو تغيير مثل:
Ø همر الدمعَ همر الدمعُ = (سال)
Ø فرش الشيءَ فرش الشيءُ = (انبسط)
Ø فسخَ الرأيَ (أفسده) فسخَ الرأيُ = (فَسُدَ)
أو بتغيير طفيف حيث تعوض الفتحة بالكسرة:
Ø حَزَنَهُ الأَمرُ فَحَزِنَ
Ø خَرَبَ البَيْتَ فَخَرِبَ
2- تأتي صيغة المطاوعة من الفعل المتعدي الثلاثي أو الرباعي وتزاد إلى هذه الصيغة لاصقة النون أو التاء:
Ø شغلته فانشغل
Ø فرقعتهم فافرنقعوا
Ø كسرته فتكسر
Ø باعدته فتباعد
3- النوع الثالث من المطاوعة هي صيغ مجرد ( ثلاثية) تطاوع صيغة مزيدة(رباعية):
فَعَلَ أو فَعِلَ تطاوع أَفْعَلَ أو فَعَّلَ مثل:
v أَدْخَلْتُه فَدَخَلَ
v أَخْرَجْتُه فَخَرَجَ
v فَرَّحْتُهُ فَفَرِحَ
v نَشَّطْتُه فَنَشِطَ
عبد العزيز العماري يعتبر أن الفاسي الفهري قد وفق في هذا العمل؛ حيث إن هذا التنظيم خلق الانسجام بين أنواع صيغ المطاوعة، وإذا ما نظر إلى بناء المطاوعة نظرة شمولية وجد في الأساس مجالا تركيبا خصبا، يقول عبد العزيز العماري: إن تحقيق بناء المطاوعة يتطلب إخضاع الجملة الأصلية لعمليات تحويلية محددة:
1- يحذف الفاعل
2- ينقل المفعول إلى موقع الفاعل المحذوف
3- يحمل هذا العنصر العلامة الإعرابية التي كان يحملها الفاعل الذي حذف وهذا يدل على أنه يدل على أنه أصبح مسندا إليه
4- تعاد صياغة شكل الفعل طبقا لقواعد صرفية محددة حيث يتم مثلا الانتقال من صيغة: (فعل) إلى صيغة: ( انفعل) أو (افتعل)، أومن صيغة: (فاعل) إلى صيغة: (تفاعل)...
مثـــــــــــال:
فتح عمرُالبابَ = فتح: {جعل س (يفتح ص)}
نحذف الفاعل (المنفذ س) = ننقل المفعول به إلى مكان الفاعل ونعطيه علامته: فتح البابُ = ثمنعيد صياغة شكل الفعل ( فتح ــــــــــــــــ انفتح ) فتصير الجملة:
§ انفتح البابُ
وقد أشار بعض اللسانيين لهذه الأمور منهم: أحمد المتوكل في كتابه قضايا معجمية، والفاسي الفهري في المعجم العربي:
يرى المتوكل أنه ينتج عن اشتقاق المحمولات الدالة على المطاوعة ما يأتي:
1- يتم حذف موضوع واحد من موضوعات المحمول الأصل.
2- تواكب عملية حذف الموضوع الأول الحامل للوظيفة (المنفذ) عمليتين:
v عملية نقل الموضوع.
v عملية نقل الوظيفة الدلالية.
3- يحصل الموضوع على وظيفة تلائمه وهي وظيفة (المتموضع).
4- يأخذ الموضوع المنقول وظيفتي:الفاعل والمحورية بصفة آلية وتسند إليه الحالة الإعرابية: الرفع بمقتضى وظيفته التركيبية:"الفاعل".
يعبر الفاسي الفهري عن هذه الأمور أو هذه الخطوات بطريقة أخرى؛ فهو يرى أن المطاوعة تتحقق بنزع الموضوع الذي يحمل أعلى دور دلالي (دور المنفذ أو العلة)، ويرى أيضا أن دور لاصقة المطاوعة الأساسي هو جعل الدور الأعلى منزوعا وهذا يجعل الدور الذي يسفله يتولى وظيفة الفاعل.
استنتاجات:
الملاحظ أن هذه التصورات الثلاثة: تصور عبد العزيز العماري وأحمد المتوكل وتصور الفاسي الفهري لا تتناقض فيما بينها، بل يكمل الواحد الآخر ويفسره ويوضحه.
هذه التصورات تتفق كلها على أن المطاوعة تقتضي إجراءات تركيبية تتمثل في: حذف الفاعل، نقل المفعول به إلى موقع الفاعل المحذوف ليشغل وظيفة المسند إليه، أي "ليصبح فاعلا للفعل الذي يغير صيغته وهذه هي القاعدة العامة وقد لا يغيرها أو يغيرها جزئيا".
[1]- العين : الخليل بن أحمد الفراهيدي , مادة (ع ط و)
[2]- الألفاظ : لابن السكيت
[3]- مقاييس اللغة ابن فارس مادة (ط و ع)
[5]- شرح كافية ابن الحاجب الرضى الاستربادي، 1/103.
[6]- التعريفات للجرجاني، 177.
[7]- المعجم العربي للفهري، 100.
[8]- المعجم العربي: 100-101.
[9]- الجملة العربية دراسة لسانية عبدالعزيز العماري
جذاذات النجاح في الرياضيات للمستوى 5 الخامس ابتدائي وفق المنهاج المنقح
جذاذات الجديد في الرياضيات للمستوى 6 السادس وفق المنهاج المنقح
نماذج فروض ومقترحات امتحانات المستوى السادس ابتدائي دورة يناير 2022
تحميل فروض المرحلىة الثانية المستوى السادس
متابعة تصحيح امتحان موحد في مادة اللغة الفرنسية مع التصحيح
تعليقات
إرسال تعليق